ترى هل يصلح الأخ صلاح إدريس كرئيس للأتحاد السوداني لكرة القدم ..وتراه الرجل المناسب لشغل المنصب خلفا للرئيس الحالي الدكتور كمال شداد الذي من المفترض أن ينهي فترته في أغسطس من العام المقبل وهي الدورة الأخيرة بالنسبة له! مجموعة من الأسئلة طافت بخاطري والرجل يؤكد في كل مرة عزمه الترشح لشغل منصب رئيس الإتحاد السوداني لكرة القدم..مما يعني رغبته الكاملة في ذلك! أولا وقبل كل شئ نؤكد أن قدرات الرجل الإدارية لا خلاف عليها ..وفكره الإداري متقدم جدا ..وذلك على ضوء التحولات الكبيرة التي أحدثها من خلال ترأسه لمجلس إدارة نادي الهلال وتشهد على ذلك القفزات النوعية في مسيرة الفريق الأزرق! كما أن الخبرات التي أكتسبها الرجل من خلال منصبه الحالي تؤهله ليكون رئيسا للأتحاد العام لكرة القدم ..وهذا ليس مجاملة ..أو مدحاً ..إنما هي حقيقة يؤكد عليها حتى المختلفين معه.!! ولكن هناك عدة إسباب تباعد بينه وبين المقعد الذي يسعى للجلوس عليه، وربما لا تجعله الشخص المناسب لشغل المنصب ..وهذا ليس تناقضا مني، إنما هي وقائع سأسردها في سياق هذا المقال! أولا يعرف عن الرجل صفة تتوافر بشدة عند الرئيس الحالي ..وهي صفة (العناد) والتمسك بالقرارات مهما كانت خاطئة ..ومهما كانت نتائجها ..والدليل على ذلك إعتراف دامغ من قبله شخصيا ..عندما وصف نفسه (بالعنيد ركن)..وكلنا يعرف أن واحدة من أسباب تراجع الكرة السودانية هو العناد الذي يمارسه الدكتور كمال شداد ويفرض به وجهات نظره التي ثبت فشلها في أكثر من مرة! علاوة على ذلك فإن الأخ صلاح أحمد إدريس رجل خلافي بالدرجة الأولى ..ولا يستطيع أن يعيش بعيدا عن الأزمات ..وهو ما ثبت على الرجل منذ أول يوم ظهر به بالوسط الرياضي ..ودونكم سلسلة خلافاته مع رئيس الهلال الأسبق ..السيد طه على البشير ..الذي غيبه تماما عن الساحة الهلالية، وأتبعه بعد ذلك بأمين الخزينة السابق الأمين البرير ..وكاد أن يلحقهم السيد عبد المجيد منصور لولا بعض القدريات التي حالت بينهما والخلاف الوشيك! وحب الخلاف ..والعيش في الأزمات ..أورثنا الكثير من الفشل ..وأضاع علينا أزماناً من التقدم في عهد الرئيس الحالي ..فهل يحتمل جسد الكرة السودانية المزيد من جراح الخلاف ..وألم الأزمات مع شخصية خلافية لا تقل في ذلك عن الرئيس الذي يريد تنحيته!! وحب الخلاف هذا والعيش وسط الأزمات قد يجرع الكرة السودانية في عهد إدريس من كؤوس المر ..لأنه لا نستبعد تماما أن يدخل الرجل في صراع مباشر مع الإتحادات من حولنا وحتى الإتحاد الدولي لكرة القدم رافضا لتشريعاته وقوانينه، وربما يضيع على السودان الكثير من الوقت في مثل تلك الأزمات، بجانب ما ينتظره من خلافات على المستوى المحلي! من ناحية أخرى ..فإن رئيس الهلال دخل في مواجهات مباشرة مع القاعدة المريخية ..النصف الثاني المشكل للكرة السودانية ..ووصل به الأمر مرحلة إستفزازها عبر تحويره لقصيدة لينال بها من معنويات جماهير المريخ ..فهل تراه سيكون مقبولا بعد ذلك في الديار المريخية مهما تعهد بالعدل والحياد! الكرة السودانية تحتاج إلى من يقودها إلى بر الأمان بعيدا عن الخلافات، وتحتاج إلى شخصية تتمتع بالقبول التام من قبل الجميع ..شخصية تحترم أراء الغير ..ويكون له رأي مرن ..يقبل المراجعة ..وأن لا يكون خلافيا لدرجة تعيق النشاط ، وتقعد بعجلة التطور! من خلال ما ذكرناه آنفا ..وبعض أشياء لا تتسع المساحة لذكرها ، نرى أن أنسب مكان للأخ صلاح إدريس هو رئاسة نادي الهلال لا الإتحاد العام